هذة الفقرة مخصصة من فرنسا
وسنتحدث فيها عن كل ما يخص المسرح الفرنسي
طبعا أنتظر منكم التفاعل والمعلومات التي لديكم عن هذا الموضوع
وسأبدأ لإثارة واستفزاز معلوماتكم
بهذة المشاركة التي اتمنى من خلالها
الفائدة
::::منقول :::::
تياتير دو سولي(مسرح الشمس )
مسرح الشمس بين العالمية والمحلية*
شاكر عبد العظيم
يبدو واضحا للجميع ان المسرح كمفهوم انساني يرتبط ايما ارتباط بمعاصرته للمجتمعات في جانبيه النخبوي والجماهيري وهو يتطور وينمو في اي مناخ سواء أكان هذا المناخ متوترا بفعل السياسات او الوضع الاقتصادي والاجتماعي او في الرخاء حتى ، فهو يسير في افق متطور على الدوام وهذا ما جعله او جعل من طروحات رجالاته في احيان كثيرة تتباعد فكريا وتطبيقيا وفي احيان اخرى تقترب ويذوب بعضها في بعض .
من هنا نستطيع الدخول الى فضاءات مسرح الشمس الفرنسي المتكون من مجموعة انزياحات اظهرت شكليته التي هو عليها رغم اننا لا ننظر اليه مورفولوجيا اي من الخارج بل لابد من الغوص فيه لمعرفة انتولوجيته وابعادها التي اسست لوجوده. ظهر مسرح الشمس(بفرقة مسرح الشمس) من قبل رائدته (اريان منوشكين) الفرنسية في آيار-1964 ، وقد قدمت الفرقة مجموعه من العروض المسرحية بحيث تبوأ مسرحها مكانة عالمية مهمة في رقعة المسرح العالمي رغم انني لا اتفق مع ذلك لان انتقال مسرحها اعلاميا لايعني انه احدث تاثيرا في مسارح البلدان التي انتقل اليها مثل ما فعل ارتو وبرشت وستانسلافسكي وكريك وابيا وبروك وكروتوفسكي وغيرهم الكثير .
تنطلق رؤية منوشكين في تسمية المسرح من ( ان المسرح مكان انطلاق لرؤية الاشياء رؤية اخرى ومكان ليس للاخفاء او الخفاء ) وهي تهدف لخدمة المسرح نفسه الذي ياخذ على عاتقه (لديها ) ان يكون صرخة مدويه رافضة للخطيئة في الواقع الانساني الملوث وبالتالي استنهاض انسانية الانسان وهي تريد تغيير الواقع عبر فهمه . ففي مسرح (منوشكين) نجد تعدد جنسيات الممثلين وهو ينتمون ل (35 ) جنسية ومن ثقافات متعددة .
بعد ان اطلعنا على السمات الفكرية لمسرح الشمس سنرى آلية تطبيق ذلك على الخشبة ، ان اعمالها الاخراجية تقوم على الخلق الجماعي وهي تمنح الفرقة وقتا كافيا للابتكار والاقتراح والتجريب فعروضها هي عبارة عن تاسيس جماعي تقوم هي باخراجه ، وبهذا يكون العمل الاخراجي معتمدا في مسرح الشمس على الخبرات والتجارب التي يمتلكها اعضاء فرقتها والعمل المسرحي هنا يتكون عبر التمارين التي تستغرق زمن اعداد العرض الا ان طريقتها لا تشمل منصة المسرح حسب بل يتعدى ذلك الجمهور الذي ياخذ دورا فاعلا قبل العرض وبعده لانها تريد منه التعايش مع كل تفاصيل العرض وفوق هذا تقدم للجمهور الطعام بيديها وبذلك فهي تهدف الى تحرير الجمهور وفق اقامة علاقة معه فهو ينتقل قبل العرض الى منصة التمثيل ويدخل غرف الممثلين لتزيل ما يسمى بجدار الوهم .لاتريد لهذا المسرح ان يكون بديلا عن الواقع ولا يشابه الواقع ليكون مسرحا محظا وازاء ذلك تقول
"اذا استطعنا الوصول الى نوع من التوازن يصدق فيه المشاهد ما يراه مع علمه انه مسرح نكون قد وصلنا الى حالة مثالية في العرض وهي تؤدي الى حالة من التوازن المثالي بين المسرح والواقع"
حاولت منوشكين الاستمرار بنهجها طوال اربعين عاما وتوظيفها للتقنيات المسرحية الذي شكل دعامة جمالية تثير متعة التلقي بمنح الشكل الفني اهمية بالغة تصل حد الابهار ليشعر المتلقي ازاءه بنشوة المشاهدة.
هنا يكون افق القراءة لمسرح الشمس قد ابتدا في تشخيص ما كان من عنديات منوشكين وما لم يكن كذلك وهو المهم ،فقد تعكز مسرح الشمس على طروحات لمخرجين مثل برشت وبروك وقراءة كروتوفسكي للنص وكذا بروك طبعا حيث يعملان على تهشيم النص المسرحي وبناءه على اساس المطابقه مع الواقع المسرحي الذي ينشدانه اعتمادا على التمرين المسرحي والبروفات وما تنتجه من مقترحات عبر العمل الجماعي ومايؤسسه الارتجال عند بيتر بروك في مسرحه الخاص الذي عرف به ورحلاته المتعددة للكثير من دول العالم حسب كتاباته التي يذكر فيها ذلك لاسيما كتابه النقطة المتحولة
كما اننا نلاحظ الحظور البرشتي في مسرح الشمس من خلال التعامل مع الجمهور ومحاولة كسر الجدار الرابع لفسح المجال امام الممثل والمتلقي على حد سواء في اقامة علاقة فاعلة فيما بينهما ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تعداه في فلسفة التغيير التي تبناها برشت نفسه وهي تتجه -اي منوشكين- بذات الاتجاه الذي يبتغيه برشت ، وقد يكون الوضع السياسي والاجتماعي للاثنين هو الذي حدد افاق اتجاهاتهما الا ان عملية التغيير والتعامل مع الجمهور ارسى دعائمها برشت قبل منوشكين نفسها وعمل على اقامة تلك العلاقة اغلب المخرجين الذين مر ذكرهم مع اختلاف اساليب الطرح وشكل العرض الامر الذي دعاهم الى البحث عن اماكن بكر تخدم هذه العلاقة التي يجب ان تراعى بين الممثل والمخرج . ولكن هذا لا يدعو الى نكران الاهمية التي يحضى بها مسرح الشمس فقد حاول من خلال منوشكين وفرقتها ان يكون عالميا لانه نظر الى اهداف المسرح على اساس عالميتها وكونها رساله انسانية لا تتوقف عند بلد معين او مكان معين.
ارى ان العالمية التي وصل اليها هذا المسرح كانت عالمية حظورفقط بحيث بقي جديده رهين فرنسا ومنوشكين وحدهما ولم يؤثر في اشكال العروض المسرحية العالمية كما ذكرت بحيث اننا نرى ان في الكثير من مسارح العالم بصمات لبرشت ولغيره من المخرجين ، اذ اخذت تحدد مسارات العروض التي وصلت اليها افكار بروك وبرشت وارتو واخذ العرض المسرحي في جميع انحاء العالم يتبنى شكل الملحمية او القسوة او بنية العرض الفقير .لكننا لانجد هذا عند منوشكين التي بقي مسرحها خاصا بها وارى ان ذلك متأت من هيمنة من سبقوها في طرح الكثير مما ارادت طرحه بواسطة مسرح الشمس .
المصدر : موقع النور الالكتروني
المفضلات