يُذكر أن فلاحا كان يمتلك حمارين، قرر في يوم من الأيام أن يُحمّل على
أحدهما ملحا والآخر قدورا، انطلق هذان الحماران بحمولتهما، وفي منتصف
الطريق شعر الحمار صاحب الملح بأنه مظلوم حيث أن كمية الملح كانت أكثر
وأثقل من القدور الفارغة، واغتبط الحمار صاحب القدور بحمولته حيث كانت
أقل وأخف، قرر حمار الملح من شدة الإعياء أن ينغمس في بركة من الماء
كانت بجوارالطريق كي يستعيد قواه التي خارت من وطأة الملح، فلما خرج
من البركة شعر كأنه بُعث حيّا من جديد، فقد ذاب الملح المُحمل على ظهره في
البركة وخرج نشيطا ،
فلما رأى حمار القدور ما نزل بصاحبه من النشاط قفز بـقدوره في البركة لينال
ما نال صاحبه، فامتلأت القدور ماءً، فلما أراد أن يخرج من البركة كاد ظهره
أن ينقسم من وطأة القدور المُحمّلة بالماء.
هذه القصة كانت مقررة على الطلاب في المرحلة الإبتدائية في بعض الدول العربية،
والعبرة من هذه القصة كما هو ظاهر أن يتعلم الطالب أن لا يقلد غيره، بل عليه
أن يُعمل اجتهاده ولا يكتفى بتقليد غيره فسيصيبه ما أصاب حمار القدور .
وما يهمنا من هذه القصة ألا نفعل كحمار القدور فنتصور أن النزول للماء علة
للنشاط كما حدث لحمار الملح فنقيس كما قاس ونقع في المحظور!
قبل أن تبدأ فى تقليد غيرك يجب أن تعرف و تدرس سبب فعله و تصرفه
و إن كان هذا التقليد سيفيدك أم سيضرك.
إذا لم نُعمِل عقولنا حمِّلْنا انفسنا ما لا تطيق دون أن نجني أي
مكسب أو راحة..
المفضلات