يثير لفظ هستيريا لدى القارئ العادي الكثير من التساؤل والمخاوف بل ويعتبره البعض اهانة بالغة ، يقصد بها اتهام الانسان بالجنون او بالسلوك غير السوي . وتستعمل كلمة هستيريا بواسطة غير المختصين لوصف كثير من التصرفات العشوائية والتهور والصراخ.
ولكن الهستيريا كمرض نفسي له اساسه الطبي والفسيولوجي والاجتماعي ولا يوجد تعريف موحد لهذا المرض . وتعرف الهستيريا على انها مرض عصابي اولي يتميز بظهور علامات واعراض مرضية بطريقة لا شعورية ، ويكون الدافع في هذه الحالة الحصول على منفعة خاصة او جلب اهتمام او الهروب من موقف خطير ، او تركيز الاهتمام على الفرد كحماية من الاجهاد الشديد . وعادة ما يظهر هذا المرض في الشخصية الهستيرية التي تتميز بعدم النضوج الانفعالي مع القابلية للايحاء ، ولا يعني انها لا تظهر في الشخصيات الاخرى بل وُجد من خلال التجارب العيادية ان كل فرد معرض مهيّأ للأعراض الهستيرية تحت ضغط الاجهاد والشدة ، ولكن تختلف من فرد لآخر حسب استعداده وشدة الموقف.
اشتق لفظ (هستيريا ) من الكلمة اليونانية (هسترا) وتعني الرحم لأن الفكرة الشائعة في ذلك الوقت ان هذا المرض يصيب النساء فقط بسبب انقباضات وتحركات الرحم داخل جسم المرأة ، وبالطبع فقد ثبت خطأ هذه التسمية لأن مرض الهستيريا يظهر في الرجال ولو انه اكثر شيوعاً في النساء وليس له علاقة في الرحم.
و حسب مفهوم فرويد عن الهستيريا انها تبدأ اثر عوامل نفسية مؤلمة شديدة في ماضي المرضى ، وعادة ما يصيب هذه الحوادث النسيان، وعلى المريض ان يتجه الى تذكر هذه الحوادث تحت تأثير التنويم ، وقد حاول فرويد العلاج بعد ذلك بعملية التداعي الحر ، وكانت نظريته عن الهستيريا هي اساس نظرية التحليل النفسي، وان اسباب المرض تعودالى صدمات جنسية في طفولة الفرد ، وقد هاجم الكثير من العلماء نظرية فرويد في الاساس الجنسي لهذا المرض .
توجد الهستيريا في مجتمعاتنا الشرقية اكثر منها في المجتمعات الغربية وهي تكثر بين النساء والجنود وذلك لعدم امكانية التعبير عن حرية الرأي ووجود الكبت والقهر مما يولد حالة الهستيريا بأنواعها كتعبير ورد فعل غير مباشر لما تعانيه المرأة من ظلم او احباط .
سن الاصابة بمرض الهستيريا عادة يكون ما بين مرحلة المراهقة ومرحلة الكهولة اي ما بين 16 - 40 سنة ولكن لا يمنع وجود مرض الهستيريا بين الاطفال واحيانا بعد سن الاربعين.
منقول للفائدة
المفضلات