888 :
اعتاد الكثير من الرّجال ، في السعودية ومناطق الخليج العربي ، على تعليق ( البشت / المشلح ) على شمّاعة تكون في ( المجلس ) عادة ، أو في المكاتب ، كي تكون جاهزة وقتما يلبسونها ، إما في مناسبة أو اجتماع مهم .. إلخ .
لايمكن ترك هذا الإجراء من رجلٍ يعي معنى : المناسبات / الاجتماعات المفاجئة !!
ماالذي يحمل الرقم ( 888 ) وتمّ تعليقه ؟!
هذا ماسأخبركم عنه في ختام هذه الحلقات إن كتب الله لها الختام !
أغرب من الخيال !
سآخذكم في هذه الحلقات في جولات من القصص التي هي في ظاهرها المبدئي أغرب من الخيال ..
لكنّها في حقيقتها حدثت على أرض الواقع ..
ولم تحدث في بلاد ( الواق واق ) أو إحدى مجاهل نهر الأمازون !
بل جرت وقائعها هنا ، في هذا الوطن .. وعلى أطهر ثرى ، وأقدس مكان ..
مرجعها ومصدرها :
سماعي المباشر من الرجل الذي يشكّل قمّة الهرم من الهيكل القيادي التنفيذي الذي يقوم على جمعية خيرية تهتم بخدمات الحجاج والمعتمرين ..
الهدف منها :
إثباتٌ – لمن لايصدّق ، أو لاولئك الذين لايهمهم إلا الأخبار السيئة – أنّ هذه البلد الخيّرة ، وفي بقعتها المقدّسة المباركة الكثير من القصص الجميلة الرائعة ..
هذه القصص الحبلى بالمفاجآت ، الملآى بالغرائب ، قصصٌ منها :
المبكية ، والمحزنة ، والمفرحة ، والمبهجة ، والمحفّزة للإيمان بأنّ الله على كلّ شيء قدير ..
محفّزة للمؤمن ليزيد إيمانه بالحقيقة التي تجسّد كينونته على أنّه مجرّد ذرّة صغيرة متناهية في الصِّغر في هذا الكون الشاسع الواسع الفسيح ، وأنّ
الأحداث التي تجري – وإن حدث وكان الإنسان جزءا منها – إلا أنّها بيد من بيده مقاليد الكون والأمور كلّها ، دِقّها وجِلّها ، سبحانه ..
وهو الذي أخبرنا في كتابه بمئات من القصص ، وقال : " فاقصص القصص لعلّهم يتذكرون " ..
وقال : " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب " ..
لأنّ الإنسان مجبولٌ على حبّ القصص .
فإلى أولى تلك القصص :
قبل أن نشرع في رواية القصّة الأولى ، اسمحوا لي أن أعرج بكم قليلاً على ( كاريكاتير ) لرسام الكاريكاتير المبدع ( عبدالسلام الهليّل ) ، فقط لنرى حجم العمل في الجمعية الرائدة التي سنقصدها ، ونستقي منها هذه القصص :
( سيتم وضع الكاريكاتير هنا حال وصوله لأنّه لم يُنشر في جريدته كالمعتاد ، فقد رُسم بشكل خاص )
فقط بعد مشاهدتكم للكاريكاتير انظروا لحجم العمل في : وقت قياسي ، لعدد مهول بهذا الحجم ، في بقعة محدودة جدا ...
القصّة الأولى :
الجوّال العائد قبل أن يكون مفقوداً !! :
رجلٌ فقد جوّاله ، كأغلب الحجاج والمعتمرين ، نتيجة الزحام ، بحث عنه في كلّ مكان ، وزار مقرّ المفقودات في الحرم المكّي الشريف ، ولكن دون جدوى !
وأخيراً : استعان بـ ( جمعية هديّة الحاج والمعتمر الخيرية ) فذهب إليهم وأخبرهم بقصّة جواله المفقود ..
وأخبرهم بأنّ أهم مافي الموضوع : ليس إعادة الجوال ، بقدر مايرغب في استعادة الأرقام الكثيرة المهمة التي يحتفظ بها في ذاكرته ، ولا يملك وسيلة أخرى تم حفظ الأرقام حفظها بها !!
كلّفت الإدارة فوراً موظّفاً مهمته إعادة ؤجوّال هذا المعتمر ، واستخدم أساليب ظنّ فيها أنّه ستؤثر حتماً في من أخذا الجوال ، وقد صدق ظنّه ..
إذ أخذ يرسل على ذات الجوال رسائل تذكّر من أخذه بالله ، وعدم جواز أخذ شيء من لقطة الحرم ، هذا بعد اتصالات كثيرة لم يتم فيها الرد !
ولكن دون جدوى .. فالجوال مفتوحٌ ، ويتلقّى الاتصالات ، ويتسلّم الرسائل ، دون أدنى إشارة ولو قليلة تدل على أنّ من أخذه لديه نيّة لإعادته !!
وبعد فترة ليست باليسيرة ، والموظّف منهمكٌ في عمل آخر ، وعلى غير العادة ، إذا برسالة أو اتصال من ذات الجوال المفقود ( شكّ الراوي / كاتب هذه القصص ) ، يسأل فيها : هل أنتم ( جمعية هديّة الحاج والمعتمر الخيرية ) ؟ ، لأنّ هذا هو أسلوبهم المتميّز فقط !! ..
ثم أخبرهم بأنّه قادم لتسليم الجوال !!
لم يصدّق الموظّف ذلك ، رغم أنّه توقّع الاستجابة ، فرحّب به ، وحدّد له موعداً فوري ، ودلّه على المكان ، الّذي أكّد فيه ( من أخذ الجوال ) أنّه يعرف المكان تمام المعرفه !!
حضر الرجل ، وسلّم الجوال للموظف ، وأخبرهم بأنه حينما شاهد الجوال على الأرض أخذه بسرعة ، خشية أن يقع في يدِ آخر ، وذلك بنيّة تسليمه لـ ( جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية ) ، نتيجة معرفته التامّة بهم ، وأنّهم هم القادرون لإعادته لصاحبه بأسرع وقت !!
إلى هنا .. والقصّة عادية تقريباً ، تحدث مرارا وتكرارا في الأماكن المزدحمة ، وخاصّة في الحرم ، وإن كان مشهد إعادة الجوال فيه نوعٌ من الغرابة والعجَبْ ، في هذا الزمن الغريب العجيب ، إلا أنّ القادم أغرب وأعجب ..
قرّرت إدارة الجمعية مكافأة الرجل نتيجة تعبِه وحضوره إلى المقر وإعادة الجوال ..
طبعا الجمعية تأتيها الكثير من الهدايا ، خارج الصدقات والبرامج الشرعية المقنّنة ، لكنهم لايقبلون هذه الهدايا مباشرة لهم ، بل يسجلونها في سجلات خاصّة ، ثم يعيدون إهداءها في مناسبات مختلفة ، إما لحجاج ومعتمرين ، وإما لموظّف متميّز مثلاً .. إلخ ...
فقرروا إعطاء الرجل هدية يختارها بنفسه من بين عدة هدايا ، ومابين رفض منه لأخذ أي هديه ، لأنّ مقصده كان لله حسب قوله ، وما بين إصرار الإدارة على أن يأخذ هديته ، وأخيراً وافق ، وهنا - وياللعجب - قام عشوائيا باختيار هديّة
^
^
^
^
^
^
^
^
أحضرها ذات يوم ، وقبل فترة طويلة ، ذات الرجل الذي فقد الجوال !!
سبحان الله ... إنّ الله على كلّ شيء قدير .
" وإلى القصّة التالية بإذن الله "
المفضلات