بين يدي المقال :
انتهت حملة مقاطعة البضائع الدانماركية منذ زمن !!!
عادت للرفوف متبخترة !!
لكن : هل انتهت حملاتهم الدنيئة ؟!
هل عادت أحقادهم ؟!
ذلك ماينوي المقال طرحه هنا ...
ومع ذلك فقد تركت المقال كما كتبته في ذلك الوقت .. دون تعديل .
[align=right]
حينما أتت تداعيات مااقترفته أيدي رعاة البقر الدانماركيون ، وحينما استقيظوا للذهاب إلى حقولهم ، لم يجدوا من ( المليار مسلم ) من يشتري لهم ( زبدتهم ) رغم الجهود التي بذلوها لتدليل بقرتهم التي مافتئت تتمايل دلالا في الأرجوحة ، وتطل علينا عبر قنواتنا لنرى مدى حبهم وتدليلهم لها !!
حينما بدأت لك التداعيات ، أثبت ( المليار ) أخيراً مدى تعاطفهم ، وقوة شكيمتهم ، وغضبتهم الاقتصادية !!! حينما يتّحِـدّون ...
لكن : ليت شعري لو أنهم مع مقاطعتهم للزبدة والجبنة والحليب وغيرها من منتجات بقر ( رعاة البقر ) ، يصبحون أكثر قربا من السيرة العطرة لرسولهم الكريم ( قراءة ، واستشعارا ، وتطبيقا عمليا ) .
ليت شعري لو نعيد قراءة : ( كان خلقه القرآن ) ، ونستمتع بالتجول في سيرة من قال : ( أدّبني ربي فأحسن تأديبي ) ، أي روعة وجمال وبهاء وإشراق لرجل أدّبه ربّه ؟
ليتنا نلبث مليا نستشعر قوله عليه أفضل الصلاة والسلام : ( الدين المعاملة ) ، كلمتان جامعتان تعطينا ( زبدة ) هذا الدين العظيم ، لا ( زبدة ) المدلّلة !!
ليت شعري ونحن نستحث غضبة ( المليار ) ونجسدها إلى مقاطعة ، نستحث معها حب المليار لسيدهم ومرشدهم إلى الهدى ...
والحب ـ أيها العقلاء ـ بالاتباع لا بالشعارات !!
ياسيدي يارسول الله عليك أفضل الصلاة ، بأبي أنت وأمي .......
ليتني كنت أرى قسمات وجهك الحبيب حينما ( يتهلل وكأنه مذهبة ) ......
ياسيدي : حين غاضنا ( الدانماركيون ) وقفنا بقضّنا وقضيضنا ندافع باللسان والقلم ، في الصحيفة والتلفاز ، وعلى صفحات الانترنت والجوال ، ................
لكننا ماضون في غرورنا ، مستشعرين أننا قد ( أدّينا الواجب !! ) ونسينا أو ( تناسينا ) قولك الشريف : ( عليكم بسنتي ... الحديث )......
لقد أقمنا القبور من بعدك ،
و ( أحيينا ) عيد مولدك !! ،
واتبعنا ( سنن من كان قبلنا ، حذو القذّة بالقذّة ) ، وقد دخلوا ( جحر الضب ) فدخلناه معهم ( كما توقعت تماما ياسيدي يارسول الله عليك أفضل الصلاة ) .
ليت شعري ونحن في خضم هذه التداعيات ، نعيد قراءة :
( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ) .....
ليتنا نستشعر الحب والعطف والعدل في قوله عليه الصلاة والسلام : ( استوصوا بالنساء خيرا )
لو أننا نتمعن أكثر في حياته الشريفه عليه الصلاة والسلام حينما كان يمر ( الهلال ثم الهلال ثم الهلال ، ولايجد بيت ( محمد ) مايأكلونه إلا الأبيضين ( التمر والماء ) وهو سيّد البشر ، ونحن نتقلب في نعم الله صباح مساء !!
ليت بعضنا يستمتع بقراءة حديث ( أم زرع ) وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضوان الله عليها في نهاية قصة أم زرع : ( فأنا خير لك من أبي زرع لأم زرع ) .
ليتنا نقرأ ( الصفات المحمدية ) لشخصه عليه الصلاة والسلام مرّات وكرّات , ونعيد قراءة ( الشمائل المحمدية ) كرّات وكرّات ، ونقتدي بــ ( السيرة المحمدية) حتى الممات .
ليتنا ونحن نقاطع ( زبدتهم ) نخبرهم بسيرة ( أعظم إنسان ) ، دعوة وسلوكا وتعاملا .
تُرى كم من : الدانماركيين ، والنرويجيين ، والفرنسيين ، والأمريكيين ، و... و... و ... ، ومن سار على نهجهم ، سيدخلون في ( دين الله أفواجا ) لو أنا فعلنا ذلك ؟؟
هناك المزيد ... لكني أخشى الاسترسال حتى لا تملّوا .
أيها السادة : املأوا صفحات الانترنت ( منافحة )...
أرسلوا عبر الجوال مزيدا من ( الاستحثاث ) ...
ولكن في ذات الوقت اقتربوا بقدر الخطوات التي تخطونها نحو المقاطعة ـ على الأقل ـ نحو ( السيرة المحمدية ) ...
لاتنسوا في ظل السعي الحثيث ماقلته لكم ، وأنا معكم في ذات الرّكْب .
أعيدوا قراءة ( سيرة ابن كثير ) و ( تاريخ الطبري ) و ( هذا الحبيب يامحب ) و ( الرحيق المختوم ) ، واحدا على الأقل .
ومع إعادة القراءة استشعر مدى بعدك وقربك من تلك السيرة العطرة ..
أيها السادة : قولوا لــ ( رعاة البقر ) : إذا كنتم لاتعرفون سيرة نبيّنا العظيم ، فهذه سيرة من استهزأتم به ، قولوها فعلا ، لاشعارات وأقوال .
أيها السادة : الأمر أكبر وأعظم وأنبل من مجرد ( زبدة ) نقاطعها لنستورد غيرها من مكان آخر , ربما لايبعد كثيرا عن ذات المكان الذي قاطعناه.
إنها فرصة لإعادة حساباتنا ، ولحظة لترتيب أوراقنا ، ومحطة لتنقية ( سيرنا ) .
في ذات صباح ، حين أجلس مع ابني في شرفة المنزل لكي أعطيه قطعة من خبز التوست قبل أن يتوجه إلى مدرسته ، والذي كان من المتوقع أن أدهنه ( أي خبز التوست ) بالزبدة الدنماركية لن أقول له :
( لن أدهن التوست بالزبدة ، لأنها دانماركية ، والدانماركيون قاموا برسم رسومات في صحيفة ... تسئ للنبي ...... ) كلام جميل ( مؤلم ) ، ولكن الأجمل منه أن أقول له :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بيمينه ويسمي الله ويقول : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول ولا قوة ثم يقول : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ) .
أيها الدانماركيون : إذا وجدتم كساد زبدتكم و( زعل ) بقرتكم المدللة فابحثوا عن السبب ، ولا تبحثوا عن المشترين ،
ابحثوا عن سيرة نبينا العطرة ، وادخلوا في دينه أفواجا ، حينها فقط ستجدون الكسب الحقيقي لكم ولزبدتكم ، حينها فقط ستصبح زبدتنا منتج ( إسلامي 100% ) ، وما ذلك على الله بعزيز .
والسلام .[/align]
المفضلات