لك الله ياشهر رمضان ..
لك الله ياشهر القرآن ..
لك الله ياشهر البر والإحسان ..
لك الله ياشهر الصيام ..
لك الله ياشهر القيام ..
لك الله ياشهر صلة الأرحام ..
لك الله ياشهر التراويح ..
فبالأمس القريب استقبلناك يا شهر الخير..
ليس ككل الأشهر ..
يجدونا الأمل في خيرك وبركتك ؛
واستقبلتنا أنت بالرحمة المنزلة من الله .
بالأمس القريب جداً استقبلناك وبدأ كل واحد منا يحسب الحسابات؛
ويضع في رأسه ألف فكرة وفكرة لقضائك.
فمنّا من أخذ يتأهب لقضاء أيامك في أكناف البيت العتيق .
ومناً من وجده فرصة لختم القرآن بعد أن هجره أشهراً (ربما) .
ومناً من خشع قلبُه ، وسمتْ روحُه ودلف من باب التوبة الواسع إلى رحمه الله ومغفرته؛
والبعض الآخر : لم يطب له الجو إلا في أيامك المضيئة ..
ولم يحلُ له المقعد إلا في لياليك المنيرة .
ليتابع آخر ما توصّلتْ إليه الفضائيات من فوازير ومسلسلات ؛ وأفلام ومسابقات ..
أو للدخول في معركة جديدة من معارك ( البلوت ) ..
والتي تستمر من قبيل التراويح ، حتى قبيل ختم ليله بكل مالـذ وطاب من أصناف الطعام والمشروبات ..
والتي يتأهب فيها لدخول معركة جديدة من معارك الصبر على اللذائذ ..
التي هو أبعد ما يكون عنها ، وفترة طويلة من النوم .. لا يقطعها إلا أذان المغرب ليستمر المسلسل !!
لك الله يا رمضان :
وها أنت اليوم ترحل ..
لك الله يا سيّد الشهور ..
لك الله يا شهر البر والإحسان ، والذكر والقرآن ؛
ما أطول المدّة التي ننتظر فيها قدومك ..
وما أسرع ما ترحل ...
إنك وحيدٌ في أيامك ؛
فريد في لذة لياليك .
آهـ ما أصعب فراقك على نفوس محبيك من المؤمنين ؛
ولله ما أعمق الحزن على رحيلك.
(( يا شهر الخير ترفـّق ؛ دموع المحبين تدفـّق ؛ قلوبهم من ألم الفراق تشقـّق ؛
عسى وقفة للوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق ؛
عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرّق ؛ عسى أسير الأوزار يُطلق ؛
عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق ؛ عسى من استوجب النار يُعتق ؛
عسى رحمة المولى لها العاصي يُوفـّق )) " مابين القوسين منقول " .
فأجابني شهر الخير والرحمة والمغفرة والعتق من النار قائلاً:
إن للمحبين من الأعمالِ الصالحة التي يتذكروني بها ما يجعلهم في سمو روحي مدار العام :
فقد شرع الله لكم صيام التطوع ..
واعلم أن استحباب الصوم يتأكد في الأيام الفاضلة ؛ وفواضل الأيام :
فبعضها يوجد في كل سنة ؛ كصيام ستة أيام من شوال ؛ وكصيام يوم عرفة ؛ ويوم عاشوراء ؛ وعشر ذي الحجة . وبعضها يتكرر في كل شهر كأوله وأوسطه وآخره ؛
غير أن الأفضل صيام الثلاثة أيام البيض .
وبعضها يتكرر في كل أسبوع ؛ وهو يوم الاثنين ويوم الخميس .
وما القيام فقد شرع الله لكم قيام الليل على مدار ليالي العام ، حيث يصلي فيها الشخص ما استطاع ولو ركعات .
وأما الصدقة فهي على مدار العمر؛ تمحو الخطيئة وتطفئ غضب الرب.
وأما التواصل والتراحم والبر بالوالدين ؛ فهي جزء من الحياة ؛ وليس لها أوقات محدودة ، أو أزمنه معدودة.
فالحمد لله ثم الحمد لله أن شرع لكم هذه العبادات ، ويسّر لكم هذه القربات ، وأبان لكم سبل الطاعات .
أسأل الله بمنّه وكرمه وإحسانه أن يختم لنا شهر رمضان برضوانه ؛
والعتق من نيرانه ،
لنا ولكافة المسلمين ، ولمن له الحق علينا من الأولين والآخرين ،
إنه جواد كريم ، وبالإجابة جدير ،
وهو على كل شيء قدير .
المفضلات