الحمد لله ربّ العالمين ..
ولا عدوان إلا على الظالمين ..
كلماتٌ اخترتُ كتابتها ذات أصيل ..
ونشرها ذات أفول من شمسٍ وقت المغيب !
فللكونِ شمسٌ تغرب فيه .. لتشرق من جديد ..
ولما أخاطبه هنا شمسٌ لن يُكتب لها ذلك الإشراق !!
أعددتُ لها محبرة من دموع .. وقلما من النوع الذي لايُستخدمُ إلا مرّة واحدة فقط !
ترددتُ في كتابتها ونشرها .. حتّى أذن الله بإظهارها .
فيامنتداي الحبيب :
يامنزلي الثاني .. كما يحبُ أن يعبّر به بعضُ مرتادوك ..
عشتُ معك من عمري أياما وأشهرا وأعواما ..
عرفتُ فيها : صدق الحروف .. وتأثير الكلمة .. وجزالة العبارة .. من الكثير من روّادك الشرفاء .
كما عرفتُ فيها : زيف الحروف .. وسخرية الكلمة .. ولهيب العبارة .. من الكثير من " الطفيليات البلهاء " !!
كم تأثّرتُ بأقمارك ونجومك وشموسك الساطعة النافعة الماتعة ..
وكم أحزنني حقّا حضور بعض خفافيش الليل الذين لايحلو لهم إلا امتصاص الأفكار .. ونسبتها إليهم !!
وأولئك الّين يصطادون في الماء العكِر .. ويعكّرون صفو الماء .. كي يصطادوا فيه .. ومن خلاله !!
عرفتُ البعض .. والتقيتُ به على ساحة الواقع .. رجلا كان أم امرأة .. فرأيتُ فيه ذلك الشخص الّذي بدا بذات الوجه الناصع الذي كان ولا زال يكتب به ..
والبعض : لازلتُ إلى الآن لاأعرف هل هو : زيدٌ أم زيده ؟!! .. هل هو حسين أم حسينه ؟!! .. هل هو كاتبٌ أم كاتبة ؟!!
وبعد نصف عقدٍ من الزمن / العمر .. آن الأوان أن أتّخذ هذا القرار ..
نصف عقد من العمر شرفتُ فيه أن أكون عضوا في : اثني عشر منتدى وموقعا إلكترونيا ..
ظهرتُ فيها بكنيتي الحقيقية الّتي تبدو لكم في معرّفي ...
فيها : منتدى واحد ظهرتُ فيه بإسمي الحقيقي .. لأنّه رسمي !
ومنتديان : ظهرتُ فيها بإسم مختلف تماما .. أحدهما لم أستمر فيه طويلا .. لأنني اكتشفتُ أنّني أغرّد فيه خارج سرب من يقطنه ويكتب فيه !
والآخر : كان اتجاهه متخصصا في فنٍّ لستُ أتقنه .. فآثرتُ الانسحاب .. مع احتفاظي بالوفاء لأصحاب ذلك المنتدى وأهليه .
في تلك المنتديات .. مابلغت فيه مشاركاتي قرابة الألفي مشاركة .. وتمّ الإحتفاء بالألفية .. كما هي عادة الكثير من المنتديات ..
أصدقاء وأحبّة أشعلوا شموع الإحتفاء بالألفية .
وفي بعضها : لم تعنِ لبعضهم الألفية أي شيء .. لأنّهم احتفوا بألفيات أخرى للأصدقاء والمقرّبين فقط .. فاعتبروا الألف مشاركة داخلة ضمن " العلف " مشاركة !!
وفي بعضها : لم تتجاوز مشاركاتي العشرات !!
شرفتُ بالإشراف في الكثير منها .. بدءاً من الإشراف العام .. وانتهاء بالإشراف على أقسام .. وفي القليل منها كنتُ عضوا .. كاتبا وقارئا .
شرّفني البعض منها بتدبيج لقبٍ لاأستحقّه تحت معرّفي .. واكتفى البعض باللقب الحقيقي الّذي يليق بي : مجرّد عضو .. !
كان لابدّ بعد هذه الرحلة النصف عقدية من العمر أن أتّخذ القرار ...
فإمّا أن أكون قد أفدتُ بكلماتي الّتي اجتهدتُ في صدقها ... ولو موضوع واحد .. وأسأل الله تعالى أن يكون قد نفع بها ولو شخصا واحدا .. فهو خير لي والله من حُمر النّعَم ..
وإمّا لاتكون كذلك .. فهي من نفسي والشيطان .. وأسأل الله أن يتجاوز عنّي وعنكم جميعا ..
وإمّا أنّها تجمع بين الحالتين .. فيصبح القادم تكرارا لكل مامضى .. وحينها : لافائدة تُرتجى .. ولا معلومة جديدة تُبتغى !
قد يكون هناك البعض ممن تاثّر بحروفي فكرا وتوجيها .. رغم أن البضاعة مزجاة كاسدة !!
وقد يكون البعض من كان ينغّص عليه حرفي مضجعه .. لمجرّد أنّه لايريد أن يرى الحقائق تقضّ عليه ذلك المضجع !
كم حاسدٍ همّه استعباد موهبتي ### إن صحّ للسهلِ أن يستعبد الجبلاَ !!
ولربما أنّ البعض .. بل الكثير .. لايعنيه هذا ولا ذاك !!
هنا يأاحبّتي :
وأنا أضع عصا التسيار ...
وأعلن رحلة آلاف الأميال ..
كانت رحلة مضنية .. مرهقة .. مليئة بالسهر .. والدموع أحيانا .. محاطة بهم : مسئولية الكلمة وأمانة الحرف ..
لله مااصعب القرار .. وما أسؤا لحظات الرحيل .. لكن لابدّ مما ليس منه بد ... فلله الأمر من قبل ومن بعد .
ليس اليأس مايحيط بي ... فكم شهدت أحرفي بزرع الأمل .. ونثر ورود التفاؤل ..
ليس الإحباط مايغلّف روحي .. فتلكم كلماتي ..
الّتي كانت تستنطق الشموع .. ولو من خلف آلاف السراديب المظلمة الطويلة الباردة ..
وتستحث الشموس من بين ركام القنوط .. وسحب التشاؤم .. وغمامات اليأس !
إنّ مايحيط بي حاليا .. ليس من ذاك في شيء !
إنّه أكبر من ذلك بكثير ... كثير جدا جدا !!
حتّى أولئك الّين تعلّمنا منهم الكثير حول : زرع الأمل .. والتفاؤل .. لم يعودوا يقولون ذلك إلا لأسباب دنيوية مادية منها :
- فإمّا أنّ بعضهم يتقاضى على مايقوله أجرا .. عبر عشرات ومئات القنوات والصحف ووسائل الإعلام .. فلا بد أن يفي بما يتقاضى عليه أجرا حتّى لو لم يكن مقتنعا به !!
- وإمّا أنّه يبحث عن شهرة يتحدّث بها كل لسان .. فسيقول له خالقه يوم لاينفع مال ولا بنون : " فقد قيل ... " !!
- وإمّا أنّه لاهذا ولا ذاك .. لكنه بعيدٌ كل البعد عن واقع الأمر .. وصدق الواقع !
حتّى أولئك الّين مافتئوا يدبّجون القصائد تلو القصائد .. ينطبق عليهم ماقيل آنفا .. ولن يكون هناك أصدق من الله قيلا في حقّهم : " والشعراء يتّعهم الغاوون " ..
وحتّى الإستثناء الّذي استثناه القرآن .. لاينطبق عليهم !!
إئتوني بشاعر يقول : أنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ماظُلموا ... !!
فسنقول له بكل بساطة .. وكما قال من يعلم سرّنا ونجوانا : " فلا تزكّوا أنفسكم " .. !
حتّى أولئك الخطباء الّذين يقرعون أسماعنا من فوق كل منبر .. ويكبّرون أخطاءنا تحت المجهر ..
لو لم يتقاضوا حفنات من الريالات أجرا .. لم تسمع منهم خبرا .. ولم تر منهم أثرا !!
أعطوني : دقيقة حقية ..
وخذوا منّي ملايين الدقائق البعيدة عن الحقائق !
نهاية المطاف .. ورحلة الآلاف :
إزجاء الشكر .. لكل منحني دقائق من وقته وجهده وكلماته ...
حتّى أولئك الذين انتقدوني بقوّة .. أشكرهم لأنّهم أناروا لي الطريق ..
إزجاء الشكر .. لكل من سيخطّ هنا أو في أي موقع آخر تحمله كلماتي ..
سواء بــ : مدحٍ أو قدح ..
أو بـ : تشجيعٍ أو تقريع ..
أو بــ : معاتبة أو معاقبة !!
غير أني - للأسف الشديد - لن أطّلع عليها .. ليس إهمالا لها .. لكن القرار نهائي ولا رجعة فيه .. ولا أستطيع الرجوع ولو حتّى للقراءة .. لسبب بسيط جدا .. لكنّه صعب في ذات الوقت :
فأنا عاطفيٌ حدّ السذاجة !!
تأسرني الكلمة .. وتبهرني العبارة .. وتجذبني الأحرف !!
وعودتي لقراءتها .. يعني إذعاني - ربّما - للعودة .. وهذا هو الّي أخشاه .. ولا أريد العودة فيه من جديد !
كما أنني - وببالغ الأسى - سأمحو تلك الذكريات الجميلة .. والكلمات الرائعة الّتي احتفظت بها زمنا من صندوق الرسائل الخاصّة !
هل أستطيع فعل ذلك مما مضى من اتخاذ القرار ؟!
يقول البرمجيون : نعم يستطيع أي شخص تجاوز ماهو فيه بتطبيق تقنية : خط الزمن !
وفي هذه الحالة : يجب العودة إلى ماقبل المرحلة الإلكترونية الّتي جاوزت الخمس سنوات !
وفي حالة حدوث أي تاثير جانبي أو عاطفي .. فإنّ ذلك يعني إلغاء تقنية خط الزمن كلّيا أو جزئياً !!
أليس كذلك أيها البرمجيون ؟!!
ديوني :
أعلم أنّ هناك الكثير من الديون لم أسدّدها بعد .. لكنها ليست بتلك الأهمية .. وعفا الله عمأ سلف .. منها :
- " من مكتبه السداسي يتحدّث إليكم " .. ولا حاجة للقرّاء الكرام لمعرفة ماذا بقي ليتحدّث عنه معاليه من مكتبه !!
" هذا ينطبق على بعض المنتديات الّتي نّشر بها الموضوع " .
- " المستضـعِـفـون يردّون أخيرا " .. ولا حاجة للمستضعــفين أن يعرفوا بماذا ردّ المستضــعــِفون على مطالبهم وأحلامهم .. طالما أنّها لن تتحقّق !!
" هذا ينطبق على بعض المنتديات الّتي نّشر بها الموضوع " .
- " المرأة وليلة القدر " .. ولا داعي أن تعرف المرأة ماذا قيل فيها أكثر .. فلن يطربها .. ولن يهزّ وجدانها إلا الثناء .. حتّى وإن كاذبا !!
" هذا ينطبق على بعض المنتديات الّتي نّشر بها الموضوع " .
- حملة " ولا تعضلوهنّ " يكفي ظلما لفتياتنا .. في " كاتب الوجوه " .. وأعتقد أن كثيرا من الأعضاء الكرام المنضمين للحملة سيكملون المهمّة .. ويقومون بمقوّمات الحملة خير قيام .. ومنهم : مديرة الحملة جزاها الله خيرا .
- ماأحزنني ويحزنني :
هناك البعض من الأحبّة الّذين للتو أضفت عناوينهم في : " الحمام الزاجل " .. ولم أتمكّن من الإستقبال منهم أو الإرسال إليهم .. إلا النزر اليسير .. وعزائي الوحيد هو أنّني - قد ألتقي - بهم في ساحة الواقع .. إن كتب الله في العمر بقيّة .
- عنواني الأبدي .. حتى الموت :
المعتزل .. ولمن لايعرفه .. ليس شرطا أن يعرفه .. فلا حاجة به إلا مزيد من صداع الرأس !!
وسأبقى في بعض الأحايين أتصفّح مايأتي به " الحمام الزاجل " من الأحبّة للقراءة فقط .. ومعرفة الجديد عنهم .. واعتذر سلفا عن الرد على أي رسالة .. فلا يمكن لي إلا أن أُبقي على آخر وسيلة تواصل منهم !!
أمّا عضوياتي في : المجالس والجمعيات والنوادي والمجموعات والمراكز ... فسأبقيها معلّقة حتّى إشعار آخر ... فلربّما أنّه لاتوجد أي جدوى لهم من تلك العضويات الّتي لم أفعلها حق التفعيل ! ، وإذا وجدت من يشتري : فسأبيعها له بسعر الجملة - إن أمكن - وإلا فليأخذها مني هديّة دون انتظار عطيّة !!
وكما قال حبيبي هو بأبي وأمّي ونفسي وكل ماأملك صلى الله عليه وسلّم : " .... وليسعك بيتك ، ولتبكِ على خطيئتك " .
وبعد :
مضى نصف عقد من الزمن ... بين الصفحات الإلكترونية .. فلأجرّب أن أقضي نصف عقد آخر في صفحات الواقع !
وليسعني معتزلي ، ولأبكِ على خطيئتي !!!
" ... رُفعتْ الأقلامُ .. وجفّتِ الصحف " .
ولله الأمر من قبل ومن بعد ...
وكما علّمنا ديننا في حال توديع من من نحب : " أستودعكم الله الّذي لاتضيع ودائعه ، أستودع الله دينكم وأمانتكم ، وخواتيم أعمالكم " .
وكا تعلّمنا من السلف الصالح حينما كان يودّع بعضُهم بعضا .. إضافة إلى ماسبق من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلّم : " إلى لقاء بعيدٍ .. بعد نصف عقد آخر .. إن كتب الله في العمر بقيّة .. فإن لم يكن ، ففي الجنّة نلتقي عند مليكٍ مقتدر " .
" الديوانيات " : جمع ديوانية ، وهي الّتي يلتقي فيها الأصدقاء المخلصون ، وهي هنا تعني : المنتدى .
" كتاب الوجوه " : الترجمة الحرفية ، وليست الفعلية ، لـ : " فيس بوك " ، وكان الأحرى أن يُسمّى كذلك فعلا ، فهو يجمع الوجوه دون أن تعرفها ، وتصادق فيه من لايصدق في صداقته !
" الحمام الزاجل " : كناية عن : " البريد الإلكتروني " .. و " رسائل الجوال " .. وهما يمثّلان الحمام الزاجل في هذا العصر !!
المفضلات